هو ايه اللى جرى؟؟ -2

هو ايه اللي جري ؟! ....٢

تفيق سماح ولكنها كالعادة لا تفتح عينيها ربما تسمع صوت يعرفها اين هي ،هل هي في هذا الحلم ام عادت لارض الواقع ،ولكنها لا تسمع أي شئ فتحت عينها نصف فتحة لتجد نفسها في غرفة مستشفي وهي نائمة علي السرير وزوجها في الحلم ينام قريبا منها علي الكنبة ،فتحت عينها كاملة لتتأكد ثم عادت واغلقتها سريعا لعلها تستوعب ما يحدث فعقلها غير قادر علي استيعاب أو فهم ما حدث .

دخل دكتور رفعت بهدوء ليري حالة سماح :دكتور سماح حضرتك صاحية مش كدا سمعت سماح الصوت المألوف لديها لتفتح عينيها وتقفز من علي السرير :رفعت السيد معقولة رفعت السيد دا بجد معقولة اشوفك تاني قام زوجها في الحلم علي صرخاتها التي أذهلت د رفعت نفسه واحرجته أمام د خالد زوجها الذي يتابع ما حدث كأنه صقر يتابع فريسته 

_فيه ايه يا دكتورة سماح كأنك مندهشة من رؤيتي

 _مندهشة من رؤيتك قالتها سماح وهي تقلده وضحكت واستطردت : مش متخيلة اني ممكن اشوفك تاني ،انت عارف فات كام سنة علي سفرك لكندا انا كنت يائسة من رؤيتك ثانيا نظر خالد الي رفعت والف تساؤل في عينهما 

_انت رجعت امتي ؟

_رجعت من اربع سنين بعد ما اتقابلنا في لندن واقنعتيني انزل اشتغل في المستشفي الخاصة بك والدكتور خالد جوزك كان رفعت يتكلم ببدء ليعطي فرصة لسماح فرصة  لتستوعب ما يقول ويري بوضوح رد فعلها ،

صمتت سماح قليلا تحاول أن تستوعب ولكن عقلها مش قادر

 _رفعت احنا في حلم ولا دا واقع وبجد 

_احنا في الواقع مش في الحلم 

_طيب ممكن تفسر ليا ازاي انا نمت وانا سماح مرات محمود وقمت لقيت نفسي بعد خمس سنين ومرات خالد ازاي حصل دا بين يوم وليلة 

_سماح انت عانيت من انهيار عصبي ،انت بقالك خمس ايام نائمة في المستشفي ،اعتقد أن ارهاق الشغل والمشروع الجديد تعبوكي واثروا  علي اعصابك فقررتي ترجعي الماضي للهروب من المشاكل 

_علشان اهرب من المشاكل اهرب لذكريات العجينة المركزة لمشاكل مش كدا 

 _علي الاقل منستيش حس الدعابة عندك ابتسمت سماح ابتسامة خفيفة ،بما أنها ليس لديها تفسير منطقي لما حدث والواقع بيقول أنها زوجه خالد الان وتمتلك مستشفي ومشروع فليكن فلتتعايش مع الواقع الي أن يظهر عكس هذا ،هكذا كانت دائما تحاول أن تفهم وتحلل الأمور ،لا تستعجل الرد ابدا صمت سماح وكأنه مقتنعة بما قال رفعت جعل خالد يقترب منها ويحاول أن يحضنها مما افزعها ،صحيح أن الكل من حولها يقول إنه زوجها ولكنها لا تعرفه بالنسبة لها رجل غريب ،قام خالد من جانبها مسرعا ووضع رأسه علي الحائط يضربه وصرخ :سماح سماح ارجوكي مش وقت دلع أو افلام احنا في ورطة ولازم تفوقي وتركزي معايا 

_اسفة ،انا بس كنت تعبانة شوية ممكن بهدوء تفهمني ايه اللي بيحصل ؟استدار لها خالد واقترب منها بهدوء وفجأة رمي رأسه بين أحضانها :ارجعي سماح بتاعه زمان واحنا مع بعض هنحل كل حاجة ،انا بس عايز احس بوجودك جنبي لفت سماح يدها حوله تهدهده وكأنه طفل ينظر إليها رفعت بتفحص ،يعرف جيدا سماح منذ أن كان زملاء دراسة هو وهي ومحمود وخالد  و وفاء في كلية الطب ،كانت تميل لعدم المواجهة حتي لو غير مقتنعة بما يقال لا تعبر عن رأيها ببساطة ،يعرف أن هناك خطب اكبر من مشاكل المشروع ولكنها اثرت الصمت  وهو احترم ذلك حاليا .عادت سماح الي البيت وحاولت أن تكون طبيعية هذا بيتها تعيش فيه مع اولادها من محمود ،ابنتها الكبري نورا أصبحت في الجامعة الان وابنها محمد في الثانوية وابنتها الصغيرة رنا في الاعدادي ،معها أيضا تؤام من خالد حمزة و عمر في الحضانة ،البيت واسع وجميل فيه أكثر من خادمة فلبينية،

لديها  عربية خاصة بها وكذلك ابنتها وابنها ،لديها شركة لاستيراد المنتجات الطبية وبعض الأدوية ومستشفي يعمل زوجها مديرا لها وهي تتابع الشركة وتشرف من حين لآخر علي المستشفي ،لها صورا علي الحائط مع زوجها واولادها تظهر كيف أنهم سعداء ،لديها حساب فيس وتويتر وانستجرام تضع صورها عليه يوميا مثلها مثل أي سيدة مجتمع أو ممثلة مشهورة ،واقع أشبه بالحلم  المفروض انها تعيشه ولكنها الآن لا تشعر بأنها تعرف اي من هذا ،تشعر أنها تشاهد مسلسلا جميلا مثل المسلسلات التركيه،هذه حياة جميلة  هل عشتها حقا ؟لماذا لا أتذكرها ،اتذكر بوضوح  حماتي وأفعالها ،اتذكر بيتي القديم ،كيف طلقني محمود ؟

اه لو وفاء موجودة الآن كنت حكيت لها كل حاجة مضايقني ،وفاء صديقة عمري مع بعض من اعدادي تقريبا اقرب ليا من اختي ،يمكن لو كانت موجودة كنت حكيت لها وقدرنا نوصل لتفسير لما حدث اتت عبير كعادتها كل يوم لتجلس مع سماح وتحكي لها كيف كانت عايشة وتحاول أن تذكرها _عبير هي وفاء فين ؟!

الجمت الصدمة عبير وكأنها تحولت لتمثال شمع :تقصدي مين ؟!

_وفاء صحبتي ايه مش فاكرها ؟

_هو انتي اللي مش فاكرة اصلا وفاء عملت ايه صح ؟

_انت بتقولي ايه هي وفاء فين ؟انت مالك مش فاهمة منك حاجة ليه ؟هي وفاء جري لها حاجة انطقي مالها برقت سماح شوية :وفاء ماتت؟

_يا ريت

 _عبير انطقي تقف عبير تحاول أن تجري من سماح قبل أن تتكلم ولكن سماح تقف أمامها فهي تعرف اختها جيدا عندما تحاول الهروب قبل أن تعترف بأي كارثة عملتها  :عبير انطقي يا بت صرخت عبير وكأن الكلمات تتسابق لتخرج من فمها :وفاء اتجوزت محمود جوزك يتبع

 #هو ايه اللي جري ؟!

يتبع ......

دكتورة \جيهان محمد 

الصفحة الرسمية حكايا جيهان

#جيهان محمد

Comments
* The email will not be published on the website.