المحلل

قصة محلل ..........1


تجلس هنا في وسط قعدة الرجالة تسمعهم وكأنها ليست موجودة تنظر  حولها تحاول أن تفهم كلامهم ولكنها تغرق في ذكرياتها ،من كان يصدق أنها تعيش تلك اللحظة الان ،مجموعة من الرجال الأغراب عنها تقرر مصيرها وهي لا حول لها ولا قوة كالمحكوم عليه بالاعدام وتنتظر تنفيذ الحكم بيد من لا يهتم بها ،تخيلي يا هنا انتي في الموقف دا من كان يراك  من عشر سنوات مضت لا يمكن أن يصدق أن هذا حالها الان ،عشر سنوات مضت منذ  وفاة والديها معقولة لا اصدق ,عشر سنوات مضت ،مازالت تسمع صوت امها وتراها وتري بيتهم حصن الامان لها ،من يوم خروجها منه لم تشعر بالأمان ولو لحظة ،فاكرة اخر لقاء مع امها ،لو كانت تعرف أنه اخر لقاء لكانت بقت معها ولم تخرج

 _ماما ماااااااااااااما يا ست الكل _فيه  ايه يا هنا علي الصبح اصبري يا بنتي شوية علي ما اجهز الفطار

 _طلباتي اولا يا ست الكل ،ايديك علي 300جنية _كم ؟!

_سمعتيني يا قمر 300 ولو 400مفيش مشكلة امري لله هقبل 

_ليه ؟!

_من غير ليه ؟!عبد الوهاب مات قبل ما يقول ليه هنعترض

 _بنت انت اتكلم كويس ويطلي دوشة الفلوس دي لايه 

_ماما حبيبتي ،بنتك حبيبة  قلبك ثانوية عامة السنة دي وباذن الله هجيب مجموع يدخلني هندسة وابقي الباشمهندسة هنا واعمل ماجيستير ودكتوارة وافتح شركة كمبيوتر مفيش زيها في الشرق الأوسط كله وااا

_حيلك حيلك قولي إن شاء الله الاول ،ربنا يا بنتي يحقق لك كل أمنياتك ،بس دا ايه علاقته بالفلوس اللي انت عايزها _النتيجة بكرة هتظهر ولازم اروح اشتري طقم كدا لزوم الاحتفال وغيره 

_مش لما نشوف النتيجة الاول

 _متقلقيش بنتك مسيطرة ،هاتي بقا الفلوس

 _لا جلست هنا علي كرسي السفرة وأظهرت علامات الحزن وبلت عيونها بريقها كأنها تبكي ونظرت لامها ترجوها لتعطيها المال كانت تلك الطريقة تنفع دائما ،هنا الابنة الوحيدة  واخر العنقود ،اخواتها كلهم رجالة ،اتجوز ا وبقوا يزوروهم في المناسبات لم يبقي إلا هي تملأ حياتهم فرحة وامل ،رق قلب امها لها

 _خلاص مقدرش علي زعل بنوتي الحلوة بس تجيبي طقم حلو مش الجنان بتعكم دا 

_هو انتي مش هتنزلي معايا ولا ايه ؟!

_بابا تعبان وانا مش عايزة اسيبه انزلي مع صحبتك وربنا يوفقك نظرت امها لها  طويلا وهي تجري لتنزل كطفلة صغيرة ذاهبة لشراء الحلوي 

،:ربنا يحفظك يا بنتي ، يارب حقق لها كل اللي بتتتمنيه جلست امها علي الكرسي وهي تمسك قلبها ،دمعة نزلت من عينها كانت تتمني أن تراها بفستان الفرح ،امنية تمنتها يوم ولدتها ،لكن الأجل قارب علي الانتهاء

 _خلاص يا هنا  وافقتي  اسرع اخوها الكبير :طبعا موافقة نظرت إليه هنا هي لا تعرف علي ماذا وافقت ولكن من الواضح أنه شئ سيبعد مسئوليتها عن إخواتها ،مش مهم هزت راسها بالموافقةاهتز جسدها وهي تسمع صراخ  سهام زوجة  عصام قريب زوجة أخيها التي حاولت تهجم عليها لتضربها  _منك لله يا هنا خربتي بيتي منك لله لااااااااااااا انا مش موافقة صرخ اخو سهام وهو يمسك يدها ويبعدها عن هنا

 _كفاية بقي مصائب ،مش انت اللي عملت كل دا كفاية جنان بقي فضحتينا وخربت بيتك وبيت الغلبانة دي ولسه بتتكلمي تحجرت الدموع في عيون هنا وهي تنظر لإخواتها ،حد منهم يتكلم ،يدافع عنها ولو بكلمتين حتي ولكنهم أطبقوا فمهم خوفا لينطق اي منهم كلمة يرجعوا في اتفاقهم ويضطروا يتحملوا  وجود أختهم في بيت أحدهم وما سيحدث من مشاكل مع زوجاتهم خبط الحاج احمدكبير عائلة سهام بعصاه علي الأرض ليحول انتباههم إليه 

_المو ضوع خلص خلاص ،هنا هتتجوز عصام بعد ما توفي العدة  اوعي يا سهام تقربي من هنا او تفكري تكتبي حاجة علي الفيس دا تاني كفاية فضائح ،لو فكرتي تكتبي حرف هيكون طلاقك فاهمة ،انا مش هحذرك تاني ارتعدت سهام من نظرات الحاج احمد صحيح أنه تعدي الثمانين ولكنه بكامل صحته ومازال يتحكم في العيلة كلها ولا يقدر أحد أن يرد كلمته ،الان حدث ما خافت منه طول عمرها  بيقولوا اللي يخاف من العفريت يطلع له واهو طلع لها وتحقق أسوأ مخاوفها جوزها هيتجوز عليها بعلمها ولن تستطيع أن تفتح فمها بكلمة تتمني أن تمسك هنا باسنانها لتقطيعها قطع صغيرة وترميها للكلاب وتنظر إليها وهم يأكلونها ،اما عصام فهو جالس بهدوء وبيتفرج علي السيرك المنصوب حوله  ،زوجته حاولت توقعه فوقعت في شر أعمالها ،وربما شر أعماله  هو صحيح كان بيعط وبيلعب بديله بس اخره كلمتين علي الفيس،والماسنجر  ،شرب قهوة أو غدوة حلوة وربما بعض  التجاوزات لكن يدبس في جوازة  ،تخيل الكثير من الستات الذي عرفهم من وراء سهام والمرة الوحيدة التي كان فيها برئ يلبس في جوازة ،سبحان الله

يتبع 

دكتورة جيهان محمد 

الصفحة الرسمية حكايا جيهان

#المحلل 

#جيهان محمد

Comments
* The email will not be published on the website.