فرح ابنى -3

فرح ابني .....3

هجمت فيروز علي هذا الاجتماع تحاول أن تفتك بفارس،لكن ضحي وقفت أمام ابنها لتحميه من تلك الاظافر الحادة التي نشبت في وجهها بدل منه ،ليجن جنون فارس واخوته،ليحتضن فارس أمه ليحميها ،وتهجم الفتيات علي فيروز لتسقط ارضا وفوقها البنات ليثأرن لدماء امهم المسالة وحقهم الضائع فرصة اغتنمتها الفتيات ،ذهل الرجال وشل تفكيرهم لم يفيقوا الا علي صرخات فيروز وهي مرمية علي الأرض والفتيات فوقها وكفوفهن قد تركت علامات واضحة علي وجهها ،وفستانها الذي تمزق ،لم يستطيعوا إخفاء تلك الابتسامة التي ظهرت علي وجوههم الا بعد وصول علياء التي صرخت لمنظر والدتها ،تحرك  خالد ومحسن علي غير رغبة منهم  وحاولوا تخليصها منهن وخرجوا بها وتركوا مراد يحاول أن يقترب من ضحي ليمسح الدم عن  وجهها يده تقترب ببطء ولكن سبقت يد فارس يده التي مسحت وجه أمه بحنان وحب ،ابتعد مراد وعين ضحي تنظر ليده الممدودة اليها،كم حلمت بتلك اليد تمتد بالحب والحنان لها ،عاشت منذ عرفت معني أنها فتاة ولها قلب تنظر علي بلكونة مراد اسماعيل جارهم المقابل لهم ،الباشمهندس ،الطالب المجتهد المتدين المحب لامه التي ترملت عليه وعاشت من أجله ولم يكن هو أقل منها حبا ،

كان زينةشباب الحي ،لم يدخل في أي مشكلة من مشاكل الشباب في مثل سنه ،كانت تعشق البقاء مع أمه تراه يذاكر ويأكل الكتب أكلا فتذهب الي بيتها لتذاكر تريد أن تكون مثله ، أصبحت مقربة من أمه التي تمنت أن تكون ضحي التي ربتها علي يديها زوجة ابنها ،كان اجمل يوم في حياة ضحي عندما أخبرتها أنه تريدها لمراد زوجة ،اخيرا الحلم حقيقة يحبها ويتمناها زوجة له ولكنه شخص شهم ومؤدب لم يحاول أن يتكلم معها ويعترف بحبه بل تعامل مع الأمر بشكل جدي ،احترم والدها ودخل من الباب ،السعادة تطرق بابها نظراته تعلن ما في قلبه من ناحيتها وأمه أكدته هكذا ظنت وظنت بنات الحي اللاتي حسدنها عليه ،تزوجته ولم يثقل والدها كهله بالطلبات ،

والدها رجل بحق في زمن عز فيه الرجال ،اشتري راجل لابنته ،ما يقدر عليه يحضره وما لم يستطيع فليؤجل الي أن تتحسن الظروف أو ليشتريه هو بالنيابة عنه فهو اب لهما معا والعشرة لها حق لديه ،لم تهتم بأن شبكتها مجرد خاتم دفع والدها أكثر من نصف ثمنه وأنها ستعيش مع حماتها ،وان معظم العفش مستعمل لا يهم ، المهم انها معه ،حتي بعد الزواج كان قليل الكلام كثير العمل لم تتمتع بشهر عسل او خروجات، زوجها يريد أن يبني مستقبله ،لا يهم ستساعده ليصبح افضل مهندس في العالم ،تهتم بنفسها وبيتها وأمه حتي عندما حملت لم تشتكي من الأعباء التي تحملها أو احتياجها للراحة ،الصعبة عليها لا تطالبه باي شئ حتي لا تشغله عن مستقبله ،حتي يوم أن مرض والدها واحتاجت له لتستند عليه ليحضنها ويقول لها لا تخافي أنا ابوك وزوجك لم تجده،مات والدها وعاشت حزنها لوحدها  ،اتي الولد وبعده البنات والشغل كبر وأصبح شركة لها سمعه جيدة جدا كبر زوجها وحقق حلمه ،تمنت أن يعوضها صبرها وتحصل علي المكافأة التي تنتظرها بفارغ الصبر ،هي فعلا تعبت جدا وتحتاج إليه تحتاج لشهر عسلها وفرحتها المؤجلة ،

اشتري مراد فيلا جميلة وبدأ في تأثيثها ظنت أنها مفاجأة لها وفعلا كانت مفاجأة،لقد تزوج مراد من فيروز زميلة الدراسة التي أحبها وتمني أن يتزوجها ولكن والدها رفضه لضعف إمكانياته ،

تخيلت أن تعيش حلم لتصحو لتكتشف  أنه  كان مجرد كذبه،والادهي انك من كذبت علي نفسك ،لم يقل مراد يوما أنه يحبها ،لم يطلب منها أن تتحمل وتصبر،هي من قدمت عمرها وقلبها لرجل لا يشعر بها اصلا ،تزوجها ارضاء لوالدته فقط ،هذا ما اكتشفته عندما حاولت أمه منعه

 _امي حبيبتي انا ضحيت واتجوزت واحدة لا بحبها ولا بتحبني ،عايش معها جسد بلا روح ،واحدة بلا احساس كل همها أنها تتجوز الباشمهندس  وبس ،انا كنت ميت لحد ما رجعت فيروز ليا ،فيروز هي حب عمري كلمات أشبه بالخناجر ضربها في قلبها لتعيش تنزف باقي عمرها كلما تذكرتها ،حتي أنه لم يعطها فرصة لتنسي قسوته عليها، تذكر هذا اليوم الذي ذهبت بأمها الي المستشفي ،امها تعمل عملية جراحية صعبة أحست بالخوف ليس لها إلا زوجها رنت عليه ولكنه لم يرد عليها ،عاشت ساعات العملية وهي تموت في كل دقيقة من خوفها ،انها لا تستطيع أن تتخيل انها تقدر تعيش بدون امها كدا الحياة هتكون صعبة اوي ،نحتاج ونتمني ولكن قدر الله نافذ ،ماتت والدتها بعد ما  استهلكت أعصابها لمدة أسبوعين لوحدها في المستشفي،

اسىوعان ام يحاول زوجها الاتصال ليعرف ماذا كانت تريد منه  ،اكملت إجراءات الخروج كانت تحس انها في أشد حالات الالم وليس هناك الم اكبر مما تعانيه الان ولكنها أيضا كانت مخطئة في هذا،تمشي في ممر المستشفي لتجد زوجها يحتضن امرأة تصرخ ،امراة جميلة أنيقة حتي لو كانت تبكي  وهو يحاول بكل الطرق ليحتويها،نظرته التي تحتضنها خوفه عليها وجعه لوجعها سكاكين تطعن قلبها،هو يعرف أن يفهم مشاعر الوجع والحزن بيعرف يساند ويكون ضهر لكن ليس لها لغيرها   ،تنظر للمشهد وعلي وجهها نظرة بلا معني كأنها بلهاء تمنت لو بكت هي الأخري ربما تجد زوجها بجانبها بحثت عن دموعها لتنزل ولكن دموعها اختفت حتي احساسها بالوجع تحول لإحساس بالقهر بانعدام الاحساس،لقد احترقت مشاعرها وروحها،

نظر زوجها ليجد ها أمامه لم يهتم هي بلا معني له،اغمي علي حبيبته ليحملها ويدخل به الحجرة وهو يصرخ ىيأتي طبيب ليسعفها ،زوجها بيعرف يحب بس هي ،لم يعد يهم ،اكملت سيرها  خرجت من المستشفي  ومعها جسد  امها بلا روح بل الحقيقة جسدين بلا ارواح واحد سيدفن والآخر مازال بتنفس

يتبع ........

دكتورة \جيهان محمد 

الصفحة الرسمية حكايا جيهان

#فرح ابني 

#جيهان محمد

Comments
* The email will not be published on the website.