المحلل-8

المحلل ..........8 


تتحس كوثر اثار خربشة الحاجة ام حسام علي جسدها وتتمتم في نفسها :اه انا السبب في كل العز اللي انت فيه يا خدامة البيوت ،انا اللي حسبتها غلط ،لو كنت وافقت علي الجواز من احمد كان وضعي اختلف وكنت أنا اللي بتحكم في كل ماله دلوقتي ،معرفش ايه حصلي لما فوجئت بمراته قدامي ،انا  كنت مخططة اني اقولها علي علاقتي بالحاج كفاعل خير   فهي تعمل ليا فضحية وتتهجم عليا وتغضب وتسيب البيت زي اللي قبلها كلهم لكن هي قلبت الترابيزة علي دماغي ،اول ست تغلبني بذكائها ،حتي بعد ما فوقت وذهبت الي بيتها وأصلح الوضع بعد ما قفل احمد الباب في وجهي 

_انا كنت ناوية عمري ما ادخل بيتك تاني وابعد نهائيا ،انا حسيت اني غلط في حقك بس ابتسمت الحاجة :أيوة نجي لبس دي خير اتكلمي علي طول اخفضت كوثر رأسها وتظاهرت بالبكاء 

_الحاج احمد مش سايبني في حالي وكل يوم يمشي ورايا من مكان لمكان بيطاردني لحد ما .........وبكت بشدة 

_ايوة لحد ايه بقا 

_لحد ما جه يوم وغصب عني والله يا حاجة حصل اللي حصل .

_ايوة ايه بقا اللي حصل ساعتها.

_انتي فاهمة بقا 

_لا مش فاهمة فهميني براحة وخديني علي قد عقلي .كل هذا كانت تتابعه من الخارج ام حسام التي كانت وقتها تعمل في بيت الحاج احمد وطبعا فهمت تلميح كوثر وغضبت فتدخلت في الكلام بدون إذن :الحاج احمد ديله نضيف وعمره ما يعمل حاجة وحشة ابدا .نظرت  الحاجة لها محذرة  أن تصمت،فخرجت غاضبة تتوعد تلك الحية  ،التفت الحاجة  إلي كوثر منتظرة أن تتكلم

 _انا حامل يا حاجة 

_الف مبروك ،ربنا يكمل لك علي خير وتقومي بالسلامة .نظرت لها كوثر وهي لا تعلم من تلك السيدة  التي تنظر إليها ،برودة أعصابها تقتلها .

_يا حاجة انا حامل .

_الف مبروك يا كوثر يتربي في عزك وعز أبوه .

_ابوه احمد ...............بقولك أبوه الحاج احمد جوزك .

_مبروك 

_بس كدا 

_عايزاني اعمل لك ايه ؟!

_عايزة اتجوز الحاج احمد علشان الولد _كدابة انا عمري ما لمستها .صرخ الحاج احمد بعد أن ذهبت إليه ام حسام لتخبره بما يحدث .

_اهدي يا حاج الكلام اخد وعطا .

_يا حاجة انا عمري ما لمستها انت عارفني .نظرت إليه وتبسمت وامسكت يده وطبطبت عليها :اهدي شوية 

_انت حامل في كام شهر يا كوثر 

_تلات شهور يا حاجة ،التحاليل اهي

 _يبقي الدكتور ممكن يشوف الحمل في السونار .مش كدا ولا ايه ؟!

بهتت كوثر ولم تنطق واصفر وجهها .:سونار لا مش ممكن اروح معاكي عند اي دكتور انت عايزة تقتلي ابني لا مش ممكن اروح .

_بسيطة تروح  خالتك ومراتك خالك  معانا ولو انت حامل بجد نجيب المأذون ونكتب الكتاب ،احنا مش هنرمي لحمنا ابدا ،احنا ناس نعرف ربنا .

_كدا هتبقي فضحية .

_ما هي فضحية ولا انت مش واخدة بالك ،انت حامل من غير جواز .

_انا مش هروح لأي دكتور .

_خلاص انتي حرة ،هو انا لما كنت عندك في البيت قلت لك ايه ؟!نظرت إليها بصرامة واكملت : يا تختاري تبقي مرات الحاج احمد يا تبعدي خالص يا اما هتشوفي وشي التاني صح.

_,تقصدي ايه ؟!مش فاهمة مالك انت عاملة كدا ليه ؟!قبل أن تكمل كلامها كانت الحاجة قد ضربتها علي وجهها بالقلم آدمي وجهها 

_حامل ازاي ياعنيا وانت شاربة سجائر وكعب عالي وكمان ريحتك  زي القبر ،هي دي ريحة خمرا والدكتور اللي رحتي ليه بيعالج بهايم مقلكيش الستات الحوامل ميعملوش ايه ؟!طيب البغل اللي انت اتجوزتيه عرفي من شهرين وضعه ايه ؟!يعرف انك حامل ولا ايه نظامه؟!عايزة تتجوزي وانت لسه علي ذمته ولا علشان هو هرب بعد ما سرق الفلوس اللي معاكي ففكرت تيجي تقلبينا في قرشين ،قرشين ايه اقصد كام الف جنيه . 

انتهزت الفرصة ام حسام التي كانت تتابع الحاجة ودموعها التي تخفيها عن الجميع حتي الحاج ،كانت كسرة الحاجة تجرح ام حسام التي تدين لها بالكثير فهي من وقفت بجانبها وطلقتها من المفتري زوجها ،وقفة لم يقف معها اهلها ،احست أنها سترد جزء من دينها بهجومها علي كوثر وضربها بكل قوتها  ،حتي علمت علي كل جسدها علامات ستبقي شهور وربما سنين .عادت كوثر  لتتحس جروحها وتنظر الي أم حسام بغل لم يخفي علي الموجودين رأي الحاج احمد كوثر تتحس جسدها هل تلمس جروح الماضي ،هل التئمت جروحها ربما ،لكن جروحه هو لم تدواي ابدا ،تذكر يوم أمسكتها ام حسام واعطتها علقة موت لتخفف عن زوجته المها ،لم يحاول أن يمنعها ولكنه  نظر الي زوجته ورأي في عينيها عتاب وحزن لم ينطق به لسانها ،عندما نحب بشدة وتكون العشرة والثقة متبادلة بين الزوجين ويكسرها أحدهم ينجرح الآخر بشدة لا يفيد معها اي عتاب أو تعويض هذا ما أحست به الحاجة ولم تنطق به ولكنه وصل إليه وندم عليه وحاول تعويضها لاخر يوم في عمرها ،حتي عندما أصرت أن يتزوج ام حسام التي انتقمت منها كوثر بادعاء أنها علي علاقة محرمة مع الحاج احمد ،فما كانت من الحاجة إلا أن زوجتهم أمام عينها لتنهي الشائعات وتحافظ علي تلك الضعيفة التي عاشت مع الحاجة كابنتها ،وعلمتها الصبر والهدوء وعدم التسرع .

_قومي هاتي ليا كوباية ماية يلا قالتها كوثر وهي تشير باستخفاف الي أم حسام ،حركة أثارت انتباة الجميع واغضبت  الحاج احمد وقبل أن يرد ،قامت الحاجة وذهبت الي المطبخ وعادت بكوب من الماء ومعه اربع مجات كبيرة من الشاي ترتفع فوقه الدخان الكثيف ،مدت يدها بكوب الماء ووضعت الصينية جنبها .

_اتفضلي يا ابلة كوثر المية.شربت كوثر وهي تنظر إليها بتأني وتبسم وكأنها تذكرها أنها مجرد خادمة وما أن أنهت الكوب حتي امتدت يد ام حسام لتأخذ الكوب لتضعه بهدوء وتأخذ أحد المجات 

_اتفضلي يا أبلة  واجب الضيافة اهوه وبدل أن تعطيه لها ،رمته فوق شعرها لتصرخ كوثر وقبل أن تقوم كانت باقي المجات فوقها وهي تتلوي من الاحتراق ووجها متلون بالوان الطيف .

_اخدتي واجب ضيافتك مع السلامة واوعي اشوفك تقربي من بيتي أو جوزي تاني فاهمة والا جرت كوثر الي الخارج فهي لن تتحمل جنون الحاجة أكثر.بينما غرق الموجودون في الضحك من منظر كوثر ،والحاجة لم تهتم لتعليقاتهم،بل مسحت بقايا الشاي

_ تحبوا  تشربوا شاى انتو ا كمان .قام الحاج احمد وفاروق ومعهم عصام وجروا الي الخارج ،الحاج احمد يتمتم :عقلت قال ،انا مجنون اني أصدق أنها ممكن تعقل 

_الحاجة عملت احسن حاجة والله أن فرحان اللي عملته غسلني من جوايا يا احمد يا خويا يا ريتني كنت اخدت كوباية ودلقتها عليها انا كمان .بينما ضحكت هنا وسهام وضربتا كفوفهن ،لتنظر كل منهما الي الأخري ويملأ الصمت المكان .

_يا هبلة منك ليها ,انتوا خلاص بقيتوا مع بعض في مركب واحدة ياتسيروها وياتغرقوا بيها ،اسندوا بعض وكملوا حياتكم ولعله خير ،مين عارف الدنيا مخبية لكم ايه ؟! نظرت هنا إلي سهام :والله يا سهام انا عمري ماكنت اعرف جوزك ولا ليا بيه أي صلة قبل كدا .

_انا كمان والله عمري ما قصدت اذيكي بس الشيطانة شيماء هي اللي عملت فينا كدا .نظرت إليهم الحاجة :ربنا يهديكم يا بنات .

يتبع

 #المحلل 

#جيهان محمد


Comments
* The email will not be published on the website.