المحلل- 16

المحلل ........16


ظلت هنا تصرخ وتصرخ حتي خرجت الحاجة من شقتها علي صراخها ،وما أن رأتها حتي ارتمت في حضنها واجهشت بالبكاء .

_وبعدين يا هنا فيه ايه؟!

_ع..صا...م طلقني . واكملت بكاء 

_يا لهوي طلقك ازاي ؟!دي الطلقة التانية في  أقل من شهرين ،ايه يا بنتي هو فيه ايه ؟الراجل لسه داخل من دقيقتين ،دانا لسه شايفه داخل ،طلقك كدا من الباب للطاق ،انطقي يا بنتي فهميني ،بطلي عياط بقا الله يهديك .

_يا طنط كنت زعلانة منه اوي ،فيها ايه دي ؟!

_وزعلانة ليه بقي ؟!

_امبارح خرج ومرجعش وبات بره من غير ما يقول حاجة ولا اتصل يطمني وانا كنت مجهزة نفسي علشان نخرج ،فزعلت منه .

_ايوة وبعد ما رجع قالك ايه بقي علشان تصوتي كدا .

_مقالش حاجة خالص .

_وبعدين .

_بعدين اتعصبت داخل من الباب ولا علي باله لا بص في وشي ولا اتكلم خالص وعايز يدخل علي أوضة  النوم  وكأني انا ايه هوا ،شبح مش شايفيني 

_ يمكن يا بنتي كان راجع تعبان ولا متضايق ،مسبتهوش ليه يهدي وينام شوية ولما يصحي يبقي يقول لك علي كل حاجة .

_وانا لسه هستني ،طول الليل وانا علي اعصابي وفي الاخر جاي مش عايز بتكلم خالص ،شخص قليل الذوق ومستفز ومعندوش دم ومتخيل اني الجارية اللي أمه جابته ليه و 

_هو لسه فيه و  كمان ،بت يا هنا اوعي تكوني اول ما دخل فتحت الأسطوانة دي وقلتي له كل دا اخفضت رأسها وصمتت .

_يا حبيبة امك ومش عايزها يطلقك ،دا لو كان الحاج احمد كان حرقك بجاز وسخ كمان ._اعمل ايه كنت قلقانة عليه اوي .

_واللي قلقانة تبخ كلام وحش في وش الراجل وهو داخل كدا ،طيب استني لما يرتاح .طيب هو قالك كان فين .

_مقالش غير انت طالق وبس ،فضل ساكت زي الصنم وراح قائل انت طالق وخرج من الباب . _اه طبعا ..... قولي لي يا هنا هو انت اتطلقتي من الدكتور محمود ليه ؟!

_ما حضرتك عارفة يا طنط .

_لا مقصدتش المرة الأخيرة دي اقصد المرتين اللي قبلها ،كانوا  ليه؟!

_يعني يا طنط .

_يعني كنت بتعملي معه زي ما بتعملي مع عصام وتتعصبي وتكسري الاطباق وتولعي في الشقة .

_لا مش كدا بس انا مش بعرف اتحكم في اعصابي ،حضرتك عارفة الظروف اللي مريت بها ._عارفة يا هنا وبنات كتير مروا باللي مريتي به ومحدش بيتعامل بالطريقة دي ،كل واحد يا بنتي له نصيب من الحزن والفرح .

_انا تعبت اوي يا طنط ،موت بابا وماما ،وكل واحد من اخواني ومعاملتهم ليا وجوازي غصب عني .

_هنا هو محمود كان وحش اوي ،ولا انت كنت مش طايقة تتعاملي معه علشان اكبر منك ومبيعرفشى يتكلم ويقول كلام حلو زي عصام كدا .

_بصراحة مش عارفة ،لما كنت جنب محمود كنت  بكرهه اوي ،يمكن لانه اتجوزني غصب عني ،كل حاجة كان بيعملها كنت يشوفها وحشة اوي ،بس لما بفكر دلوقتي يمكن هو ماكنش وحش اوي بس دخل غلط معايا ،دايما بيعاملني علي اني عيلة مبتعرفش حاجة وهو الاستاذ العبقري اللي بيفهم كل حاجة .

_هنا يمكن اول مرة جواز كان عذرك انك كنت صغيرة ومتعرفيش حاجة ،بس انت يا بنتي كبرتي دلوقتي ولازم تفهمي حاجتين مهمين ،اولا الراجل بيجي من بره الله اعلم به ،سيبيه يدخل يرتاح ويهدي وبعدين اتكلمي معه وشوفي وضعه ايه ؟تاني حاجة عصام مش جوزك لوحدك ،فيه سهام كمان ،صحيح هو كان معاكي في الاول قلنا شهر عسل وكدا بس لازم يبقي يقسم الايام بينكم بعدل ربنا .

_بس هو بيحبني انا .

_وبيحب سهام كمان . كان بيحبها ماكنش اتجوزني ،ازاي يعني هيحب اتنين !!

_الراجل يقدر يحبك اتنين وتلاتة وأربعة كمان . 

_هو قالي كدا .

_واكيد هيقول لها برضة كدا دي مراته زيك بالظبط ،يا بنتي افهمي واعقلي شوية علشان تقدري تعيشي وتكملي حياتك ،بلاش تبقي ماسكة فيه كدا ،خلي لك شخصية مستقلة وانك مش كاتمة علي نفسه ،قومي صلي ركعتين لله كدا وربنا يفتحها عليك .ذهب عصام لبيت فاروق وهو لا يحب التواجد هناك ولكنه مضطر ،وفاروق غير موجود هناك،وهذا شئ مريح له ، ،سيصالح سهام ويعودوا لبيتهم ،المشكلة أن سهام قابلته بفتور وما أن دخل حتي قامت ودخلت حجرتها فدخل وراها .

_سهام انا طلقت هنا .جلس عصام ينتظر ردها ،لكنها صمتت ،فلم  تكن تعرف بماذا ترد ،بداخلها مشاعر متلخبطة،هل تفرح لخروج هنا من حياتهم  ، لكن هنا لم تكن المشكلة ولكن نزواته التي لا تنتهي ،خرجت هنا وستدخل الف هنا بدل منها .

_سهام انا بحبك وعمري ما هحبك حد تاني ،انت عارفة كدا كويس .أرادت أن تتكلم ولكن أحست بقلبها بيوجعها ودموعها سبقتها فتقرب منها واحتضنها .ظل عصام لايام يحاول مع سهام لتعود كما كانت ،مرة يحضر ورد او شيكولاته ،دباديب ،اغاني ،فطار في السرير ،دلع وحب وهزار ولا كأنهم بيحبوا بعض من اول وجديد ،اصبح يلازمها وخصوصا أن اخواتها منعتها من الخروج من البيت لوحدها خوفا عليها،ايام تمر وهي تضعف مع رومانسيته وحبه الظاهر في كل أفعاله ،الي أن أعلنت استسلامها له وعادت المياة لمجاريها بينهم ،نست أو تناست أفعاله وعادت تدور في فلكه من جديد.ظلت هنا ترسل الرسائل لعصام مرة اعتذار ومرة عشق ولكنه لم يستلم تلك الرسائل ،لم يحاول أن يفتحها اصلا بل عمل لها بلوك علي كل وسائل الاتصال ،احست هنا بقهر لا يوصف جعلها تمتنع عن الأكل والشرب لتجدها الحاجة فاقدة للوعي .اتصل الحاج احمد بعصام ليحضر الي المستشفي .

_هنا يا بني تعبانة اوي ،رافضة الاكل والشرب  الدكتور علق لها المحاليل دلوقتي،هي غائبة عن الوعي بقالها كتير ومفيش علي لسانها غير اسمك .دخل عصام ليجدها أشبه بالجثة ،لا تنطق سوي باسمه ،احس بالوجع عليها ،اقترب منها واحتضن يدها .

_هنا انا هنا ،سمعاني ،ايوة انا عصام رجعت لك تاني ،قومي يا حبيبتي ،انا مش بحب المستشفيات ،لازم تأكلي وتشربي علشان نرجع بيتنا .تنظر هنا إليه وهي غير مصدقة أنه عاد مرة أخري لها تقبل يده وهي تبكي .

_ربنا يهديكم يا بني بلاش موضوع انت طالق كل شوية دا ،عيب ميصحش  كدا انت راجل ولازم تتحكم في اعصابك شوية .

_والله يا عصام ما هعمل حاجة ازعلك تاني ابدا ،خلاص انا اتعلمت .عادت المياة لمجاريها بين عصام وهنا ،اصبحت هنا كالعجينة اللينة في يديه ،كل ما يطلبه تنفذه بدون تفكير ،وهذا شئ أعجب عصام جدا وجعله يحس بنفسه جدا ،فعلي الرغم من حب سهام له إلا أنها تعارضه في بعض الاشياء وخصوصا الان بعد عملها مع اخواتها في شركة أبيها.المشكلة الآن كيف سيقول لسهام أنه أعاد هنا لعصمته من جديد !!

الان هو يقابل هنا في السر ،يخطف ساعات وسط النهار ليأتي إليها،امورة مع سهام جيدة جدا وبدأت تثق فيه من جديد ولا يعرف كيف سيكون رد فعلها !!تعب عصام من التفكير ،فقرر أن يترك الأمر للظروف ،سهام محبوسة ولا تخرج من البيت وهنا هادئة ومطيعة والدنيا حلوة لماذا يعكر صفو حياته بالمواجهة ،فلتبقي الأمور علي حالها إلا أن يقدر الله غير ذلك .

يتبع.............

دكتورة جيهان محمد 

 #المحلل 

#جيهان محمد


Comments
* The email will not be published on the website.