المحلل-12

المحلل ........12


تتقلب هنا علي السرير وهي تبتسم ،عاشت ايام في الجنة ،اخيرا وجدت الحب والسعادة التي تخيلت أنها فارقتها للابدا ،حب عصام لها محي الماضي وعذباته كلها ،كأن القدر اختزن الفرح كله لتنهل منها علي يد عصام .رن  جرس الباب ليوقظها من احلامها الجميلة ،لحظات قبل أن يدخل عصام ليلبس ملابسه علي عجل .

_مالك يا عصام فيه ايه ؟!

_عمي فاروق جاله جلطة ونقلوه المستشفي ولازم اروح له دلوقتي .

_انت متأكد ولا دي حركة من سهام ؟!

_هنا مش وقته الكلام دا ،انا هروح مع الحاج احمد خليك هنا وانا أما ارجع نتكلم .

خرج عصام قبل أن يدخل مع هنا في مناقشة عقيمة ليس وقتها ،هو لا يحب فاروق  وفاروق لا يحبه من القلب للقلب رسول  ،دايما فيه سوء تفاهم بينهما ،لكن عندما علم بمرضه وحالته خطره احس انه خائف عليه ،وقلبه تحرك بالوجع والخوف عليه احساس غريب بالنسبة له لشخص لا يحتمله .دخل عصام المستشفي ليجد  سهام في حالة يرثي لها تكاد تسقط ارضا وعينيها زائغة ودموعها متجمعة في عينيها حائرة كصاحبتها لا تدري  تسقط ام تبقي ،ما أن رأته ارتمت في حضنه كطفل تاه عن والدته لساعات واخيرا وجدها ،لم تتكلم فهي كانت تحتاج لوجوده فقط ،لتحس أنه مازال هناك شخص تستطيع أن تستند إليه ،تنام في حضنه وهو يطبطب عليها كطفلته الصغيرة ،ميزة عصام رغم كل عيوبه التي لا تطاق أنه قادر علي أن يعطيها ما تريده ،يعلم جيدا ما تحتاجه ،وجوده معها الان محي كل شيء ،لا تتذكر الان إلا أنه رجلها وسندها ،احساس نسيته حتي هو أستمتع بضعفها واحتياجها له ،فترة طويلة مرت كل ما بينهم اتهامات متبادلة ،صوت عالي صراخ ،لم يحس أنه رجلها بل كان يحس دائما أنه صغير في عينيها،ربما لهذا بحث عن إحساسه برجولته مع أخريات .بحث الحاج احمد عن عمر ليعرف منه ماذا حدث ؟! 

،وماذا يستطيع هو أن يقدم لهم ،وجد عمر يتكلم في التليفون وكلما انتهي من محادثة بدأ في أخري إلي أن انتبه لوجوده 

_اسف يا عمي ،معلش مخدتش بالي من وجودك 

_ولا يهمك يا بني ،خلص مكالمتك وفهمني فيه ايه ؟حصل ايه لفاروق ؟!

_معرفش يا عمي ،انا كنت عند سهام نايم عندها ولما رجعت لقيت ابويا مرمي علي الأرض نقلته للمستشفي ،الدكتور بيقول جلطة ودخلوه العناية المركزة ولسه مش عارف حاجة اكتر من كدا .

_ربنا يقومه لكم بالسلامة متقلقش ،باذن الله خير ،انا دفعت مبلغ تحت الحساب في الحسابات ولو محتاج حاجة تانية قول متتكسفيش يا بني انا زي ابوك بالظبط ._والله يا عمي الدنيا اتلخبطت فوق دماغي.رن جرس تليفونه ليستأذن منه ليكلم ياسين :أيوة يا ياسين لازم تنزل حالا بابا تعبان اوي ،انا محتاجك جنبي يا اخويا تعال ارجوك .

مرت  أيام فاروق كما هو حالته استقرت في غيبوبة ،وعصام عاد إلي بيته بجانب زوجته وأولاده ،عمر يوازن بين وجوده في المستشفي وفي الشغل ،الكل يحاول أن يعود إلي طبيعته ،الكل نسي وجود هنا ،حتي عصام الذي لم يتصل بها ليطمئن عليها ،ولا كأنها كانت موجودة في حياته اصلا ،هل ما حدث بينهما كان حقيقي ام مجرد خيال ؟!،اذا كان حقيقي فعلا فلماذا رمها هكذا أليست حبيبته التي بحث عنها طويلا بين نساء العالم ،اليست هي تؤام روحه ،هل هذا كان حقيقي ام مجرد كلام جميل يضحك به علي عقلها ،بكت وهي تدور في الشقة لوحدها ،لماذا ؟!لماذا الايام الجميلة كانت قصيرة هكذا ،كانت تتسائل ودموعها علي خدها حين رن جرس الباب .

_ايه يا هنا يا بنتي ،انت قاعدة لوحدك ليه ؟!

_اعمل ايه ؟!محدش سأل عني ولا حد فكر يطمن عليا ؟اخفضت هنا رأسها وبدأت تبكي ،والحاجة بجانبها تنظر إليها بتمعن ،لم تحاول أن تحتضنها ،بل جلست في هدوء الي أن هدأت من تلقاء نفسها .

_هو انت يا هنا معرفتيش أن عمك فاروق في المستشفي ؟!

_عصام قالي كدا علي السريع وهو خارج بس محاولش يكلمني ويقولي فيه ايه ؟!

_وانت يا حبيبتي متصلتيش به تطمني عليه أو تسألي عن سهام وأحوالها ؟!

_واسأل عنها ليه ؟!حضرتك شفتي عملت ايه معايا هي مش بحبني

 _هنا فيه حاجة اسمها واجب لازم نعمله حتي لو غصب عننا ،الواجب واجب ،البنت ابوها تعبان وانتوا بقيتوا عيلة واحدة لازم تكلميها ،تروحي تزوري الراجل الطيب اللي وقف جنبك ولا ايه!اخفضت رأسها :حاضر بس انا مش عارفة اروح ازاي ؟!

_البسي يلا وتعالي معايا .دخلت هنا والحاجة المستشفي لتجد عصام يحتضن سهام و بجانبهم الحاج احمد يمسك يد عمر وفاروق داخل حجرة العمليات ،منظر عصام وسهام قطع قلب هنا واشعل الغيرة كالنار داخلها تحرقها  ،احست بها الحاجة فهمست في اذنها :مش وقت الغيرة ،احنا في وضع صعب دلوقتي اتحكمي في نفسك شوية .جلست هنا بجانب الحاجة ولم تتكلم وظل عصام علي حاله وكأنه رأي شبح ،لم يتحدث اي منهم ،فلم يكن هناك مجال لاي كلام ،مرت ساعتين وخرج فاروق ومعه الطبيب المعالج لينظر الي عمر وكأنه يقول له اطمن ،لم ينتظر بل ذهب مع فاروق الي غرفة الانعاش 

_يا رب اشفيه علشان ولاده دعت الحاجة وقبل أن تكمل كلامها وجدت كوثر أمامها 

_وعلشان مراته كمان .

_مراته مراته ماتت الله يرحمها .قالتها الحاجة وهي تضع يديها في وسطها ،بينما انتبهت سهام لتخرج من حضن زوجها وبدأ الدم يغلي في عروق عمر .

_انا مرات فاروق 

_ابويا اتجوزك امتي إن شاء الله .

_بعد وفاة فريدة بيومين اتنين وعملت بيدها رقم اتنين وهي تنظر للحاجة صرخت سهام :انت كدابة مش ممكن يكون دا حصل لا مش ممكن .قالتها وهي تفقد وعيها و عصام يحملها وعمر لو يستطيع لقتل كوثر أما الحاج وزوجته فينظرون إليها بعدم تصديق  وهنا لا تفهم شئ تنظر إلي الجميع .

يتبع................

دكتورة جيهان محمد 

 #المحلل 

#جيهان محمد


Comments
* The email will not be published on the website.